الوكالة الرسمية حذفت منها عبارات التعاون في مجال الذاكرة والأمن.. الجزائر "تتلاعب" برسالة التهنئة التي بعثها ماكرون إلى تبون

 الوكالة الرسمية حذفت منها عبارات التعاون في مجال الذاكرة والأمن.. الجزائر "تتلاعب" برسالة التهنئة التي بعثها ماكرون إلى تبون
الصحيفة من الرباط
الأربعاء 11 شتنبر 2024 - 18:00

نشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، نُسخة "مُعدلة" من برقية التهنئة التي أرسلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيره عبد المجيد تبون، بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجزائر، حيث حذفت منها مجالات "التعاون" التي تجمع البلدين، وذلك في سياق الأزمة المستمرة بينهما منذ نهاية يوليوز الماضي، على خلفية اعتراف باريس بالسيادة المغربية على الصحراء.

وبعدما تأخرت بـ24 ساعة عن نشر التهنئة الصادر عن قصر الإليزي مساء الأحد الماضي، اتضح أن القصاصة المنشورة عبر وكالة الأنباء الرسمية تختلف تلك التي نشرتها نظيرتها الفرنسية، إذ اقتصرت على الحديث عن تقديم ماكرون تهانيه لتبون، دون الحديث عن التعاون في المجال الأمني وفي مجالي الذاكرة والاقتصاد، في خطوة غير معهودة في الأعراف الدبلوماسية.

وأوردت الوكالة الجزائرية "قدم رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون تهانيه الحارة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية"، وهي صيغة مجتزأة من البرقية الأصلية، في حين اختارت المنصات لتواصلية التابعة لرئاسة الجمهورية، الإحجام عن نشر البرقية بالكامل، في خضم الأزمة بين البلدين.

وفي المقابل، أوردت وكالة الأنباء الفرنسية AFP أن الرئيس ماكرون، قدم "أحر التهاني" للرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد المجيد تبون بمناسبة إعادة انتخابه، مشددا على "العلاقة الاستثنائية" بين البلدين، وقال قصر الإليزي في بيانه إن فرنسا "متمسكة بشكل خاص بالعلاقة الاستثنائية التي تربطها بالجزائر في كل المجالات، الذاكرة والاقتصاد والتعاون التعليمي والثقافي وكذلك الأمن ومكافحة الإرهاب".

وأضاف القصر الرئاسي الفرنسي، حسب ما نقلته الوكالة، أنه "انطلاقا من متانة أواصر الصداقة التي تجمع فرنسا والجزائر، يعتزم رئيس الجمهورية أن يواصل بحزم مع الرئيس تبون العمل الطموح الذي شرع فيه بالجزائر العاصمة في غشت 2022 من أجل تجديد الشراكة الثنائية".

وتابعت الرئاسة الفرنسية "على الساحة الإقليمية والدولية، الحوار بين بلدينا ضروري، خصوصا في سياق حضور الجزائر في مجلس الأمن الدولي"، خالصا إلى أن "فرنسا ستواصل الوقوف إلى جانب الجزائر والجزائريين في إطار الاحترام والصداقة اللذين يحكمان علاقاتنا".

والملاحظ أن الجزائر، عبر وكالتها الرسمية، أبعدت حديث رسالة ماكرو عن مجالات التعاون القائمة بين البلدين، بما يشمل موضوع الذاكرة الشائك، في ظل مفاوضات الطرفين حول استرداد الجزائريين لبقايا جثامين ضحايا "ثورة التحرير"، بما في ذلك جماجم مقاومين موجودة في متحف التاريخ الطبيعي في باريس، بالإضافة إلى التعاون الشراكة الاقتصادية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

ويأتي ذلك في ظل استمرار غياب السفير الجزائري عن باريس، منذ ما يقارب شهرين ونصف، إثر استدعائه من قصر المرادية، مع الإعلان عن تخفيض التمثيل الدبلوماسي إلى درجة "قائم بالأعمال"، ردا على رسالة ماكرون إلى الملك محمد السادس، التي أعلنت اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية على الصحراء، ودعم مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للملف.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

النظام الجزائري.. ووهم القوة !

صَرَف النظام الجزائري ما يزيد عن 350 مليون دولار عن استعراض عسكري دام ساعتين بمناسية الذكرى 70 لـ"الثورة الجزائرية". كل هذا المبلغ الضخم صُرف من خزينة الدولة، فقط، ليرسخ صورة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...